للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما جاء عن ابن عمر قال: ودخلنا معه من دار بني عبد مناف، وهو الذي تسميه الناسُ باب بني شيبة وخرجنا معه إلى المدينة من باب الحرورة وهو باب الخياطين (١).

ويبدو أن الحكمة من دخول الحاج من هذا الباب أنه بذلك يصبح قبالة باب الكعبة والحجر الأسود، والطواف منهما يبدأ، بينما الداخل من الأبواب الأُخرى آنذاك مضطرٌ ليدور حول البيت ليصل إلى بداية الطواف، وفي ذلك مزيد مشقة لكن الأمر الهام الذي أُنوّه له هنا، أنّ موقع باب بني شيبة الحالي، هو غير باب بني شيبة الذي دخل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي كان منصوباً في ساحة الطواف، مقابل مقام إبراهيم، وباب الكعبة عن يمين وأمام بئر زمزم لمن يتوجّه إلى البيت وينظر إليه، وأرى أنّ أقرب باب يفي بهذا الغرض اليوم هو عبارة باب العباس - رضي الله عنه -، ومن ثم إلى بداية الطواف حيث الضوء الأخضر عن يسارنا فنتوجه إلى البيت ونحن في مواجهة مع مقام إبراهيم وبئر زمزم عن يسارنا، لندرك حينئذ باب بني شيبة، الذي منه دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله تعالى أعلم.

أمّا باب بني شيبة اليوم فهو عن الذي نحن بصدده بمعزل؛ لأنه من جهة المسعى باتجاه المروة لمن جعل البيت عن يساره، أي هو الباب السادس بالنسبة لعبَّارة باب العباس - رضي الله عنه -، وهي بالترتيب:

١ ـ عبارة باب العباس - رضي الله عنه -.

٢ ـ باب النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) قال الإمام نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه
مروان بن أبي مروان قال السليماني: فيه نظر، وبقية رجاله رجال الصحيح ٣/ ٢٣٨".

<<  <   >  >>