بقوله:"أي بعد دعائه بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو: اللهمّ! هذا بلدك الحرام والمسجد الحرام وبيتك الحرام وأنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك أتيتك بذنوب كثيرة وخطايا جمة وأعمال سيئة وهذا مقام العائذ بك من النار - أي إبراهيم أو نفسه على ما مر - فاغفره لي إنك أنت الغفور الرحيم.
"اللهمّ إنك دعوت عبادك إلى بيتك الحرام وقد جئت طالباً رحمتك مبتغياً مرضاتك وأنت مَنَنْتَ عليَّ بذلك فاغفره لي وارحمني إنك على كل شيء قدير".
وأخرج ابن الجوزي كالأزرقيّ خبر أن آدم لما أهبط طاف بالبيت سبعاً وصلّى خلف المقام ركعتين ثم قال: اللهمّ! إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وإنك تعلم حاجتي فأعطني سؤلي وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي.
"اللهمّ إني أسألك إيماناً يباشر قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يصيبني إلّا ما كتبت لي، وأَرْضني بما قضيته عليَّ. فأوحى الله تعالى إليه: قد دعوتني دعاء أستجيب لك به ولن يدعوني أحد من ذريتك من بعدك إلّا استجيب له، وغفرت له ذنوبه، وفرّجتُ همومه، واتجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها. وفي رواية أنه دعا بذلك في الملتزم. وفي كتاب ابن أبي الدنيا أنه دعا بنحوه بين اليمانيين، ولا منافاة لاحتمال أنه كرر الدعاء به في تلك الأماكن" اهـ (١) من كلام العلامة ابن حجر.
* * *
(١) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح (٢٨٠ ـ ٢٨١).