للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأفضليتها" (١).

الجزء الثالث: المسعى:

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي الطفيل من حديث طويل لابن عباس جاء في القطعة الثالثة منه:

"قلت: ويزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا. إن إبراهيم لمّا أُمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات ... " (٢).

بعد هذا البيان عود على بدء:

من أحكام السعي المشي والهرولة كل في موضعه:

فالمستحب المشي للساعي وهو يهبط إلى الوادي في نزوله من الصفا وسعيه نحو المروة حتى إذا ما بقي بينه وبين الميل الأخضر الأول قدر ستة أذرع (٣) سعى سعياً شديداً فوق الرمل (٤) إلى أن يصل إلى الميل الثاني عن يمين المسعى عند باب العباس المتصل بدار


(١) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح الإيضاح في مناسك الحج ص ٢٩٨.
(٢) قال الإمام الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٥٩) رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات وجاء في الموسوعة الحديثية على مسند الإمام أحمد برقم (٢٧٠٧): "رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي فقد روى له أبو داود".
(٣) قال الإمام ابن حجر الهيتمي في حاشيته على شرح نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٢٨٨ ـ "إنما كان إبتداء شدة السعي قبل بلوغه الميل بستة أذرع لقول جماعة إنه كان مبنياً على متن الطريق مسامتاً لابتداء السعي الشديد وكان السيل يهدمه ويزيله عن محله فرفعوه إلى أعلى ركن بالمسجد ولذلك سمي معلقاً فوقع متأخراً عن مبدأ السعي بستة أذرع؛ لأنه لم يكن موضعاً أليق منه".
(٤) "فوق الرمل" هو ما صرح به الإمام النووي في المجموع - وإن لم يصرح به مسلم-؛ لأن ما مر من الرواية التي ذكرها الشافعي في الأم وأبو نعيم في الحلية وأحمد في المسند وقد قلنا في تخريجه إنه حسن بطرقه وشاهده بدليل ما جاء فيه من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سعى وإن مئزره يدور في وسطه من شدة سعيه حتى إني لأرى ركبتيه. قال الإمام ابن حجر الهيتمي في حاشيته على شرح الإيضاح ص ٢٩٥ ـ عن الحديث: "وهو حجة فيما قاله المصنف وغيره وإن كان ضعيفاً بل قال الحافظ ابن حجر: له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة إذا انضمت إلى الأولى قويت ... ".

<<  <   >  >>