- صلى الله عليه وسلم - كما أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة".
ثم قال العلامة ابن حجر عقب ذلك مباشرة:
" (قوله: ويستحب أن يحافظ إلخ): أي: لخبر الترمذي وابن حبان في غير صحيحه عن يزيد: شهدت الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فصليت معه الصبح بمسجد الخيف .. الحديث، وأخرج أبو سعيد كالأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلّى فيه سبعون نبياً، وعن مجاهد: خمسة وسبعون، وأنه قال: فإن استطعت أن لا تفوتك الصلاة فيه فافعل".
ثم قال العلامة ابن حجر بعد ذلك بأسطرٍ:
"ومن المواضع المشهورة بمنى الغار الذي صح أن المرسلات أنزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه، قال الطبري: وهو مشهور بمنى خلف مسجد الخيف في نحو الجبل مما يلي اليمين، كذلك يؤثره الخلف عن السلف. والسَّرْحة التي بين الأخشبين من منى لخبر مالك والنسائي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إذا كنت بين الأخشبين من منى ـ ونفخ بيده نحو المشرق ـ فإن هناك وادياً يقال له وادي السرر، به
سَرْحة (١) سُرّ تحتها سبعون نبياً"، أي: قطعت سررهم تحتها عقب ولادتهم، والسرر مثلث السين جمع سره وهي الباقي بعد القطع. ومسجد كبش إسماعيل صلى الله على نبيّنا وعليه وسلم، فقد أخرج الأزرقي أن الكبش هبط من ثبير على العرق الأبيض
(١) نقل صاحب القاموس المحيط أن السرحة بالسين اسم موضع، وهو ما ترجمه الشراح في حاشيتهم عليه.