للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر، ويقال: هو ربيعة بن حارثة (١) وهو والد خزاعة، وعمّر عمرا طويلا فلما مات اتخذ مقعده الذي كان يلتّ فيه السّويق منسكا (٢) ثم آل الأمر بهم إلى أن عبدوا تلك الصّخرة التي يقعد عليها، ومثّلوها صنما، وسمّوها اللاّت اشتقوا لها اسما من اللاّت أعني لتّ السّويق.

ذكر ذلك (٣) كثير ممن ألّف في الأخبار والتفسير ذكروا هذا المعنى بألفاظ شتّى فلخّصته هذا التلخيص وتحرّيت فيه القصد إلى معنى ما ذكروه والله المستعان.

(سي) ذكر الشيخ - رضي الله عنه - اللاّت ولم يذكر العزّى ولا منات، فأمّا العزّى (٤) فكانت صخرة بيضاء بالطائف، وقيل (٥): في الكعبة.

وذكر مخ (٦) وغيره (٧) أنّ العزّى كانت لغطفان وهي سمرة وبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فجعل يضربها بالسّيف حتى قتلها وهو يقول:


(١) قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ٨/ ٢٤٤ تفسير سورة النجم باب قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى، «إن ربيعة بن حارثة اسم لحيي فيما قيل».
(٢) في نسخة (ز) «مكنسا».
(٣) قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ١٨/ ٢٤٤ تفسير سورة النجم باب قوله أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى «والصحيح أن اللات غير عمرو بن لحي، فقد أخرج الفاكهي من وجه آخر عن ابن عباس: أن اللات لمّا مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا، قال: وقد تقدم في مناقب قريش أن عمرو بن لحي هو الذي حمل العرب على عبادة الأصنام وهو يؤيد هذه الرواية».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٧/ ٥٩ عن سعيد بن جبير.
(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٧٢ عن أبي عبيدة، وذكره أبو حيان في تفسيره: ٨/ ١٦١ وقال: «ويدل على هذا قول أبي سفيان في بعض الحروب للمسلمين لنا عزّى ولا عزّى لكم».
(٦) انظر: الكشاف للزمخشري: ٤/ ٣٠.
(٧) انظر: المحبّر: ٣١٥، والسيرة لابن هشام القسم الثاني: ٤٣٦، المغازي للواقدي: ٣/ ٨٧٣، ٨٧٤، أخبار مكة للأزرقي: ١/ ١٢٧، ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>