للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة رضي الله عنها وهي في محرابها وقد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل عليه السلام وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك وأقرأه السورة إلى آخرها (١).

وذكر هذه القصة أيضا صاحب الكتاب الجامع لما في المصنّفات الجوامع في أفراد حرف الفاء عند ذكر فضة رضي الله عنها والحمد لله.

[٢٤] {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً.}

(عس) (٢) هو أبو جهل لعنه الله، روي (٣) أنّه قال: لئن رأيت محمدا


(١) قال القرطبي في تفسيره: ١٩/ ١٣٠: «وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا لا يصح ولا يثبت، رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما .. ثم ذكره وفيه أبيات من الشعر، ثم نقل كلام الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: ٦٤، ٦٥ حيث يقول: «فهذا حديث مزوق مزيف، قد تطرف فيه صاحبه حتى تشبه على المستمعين فالجاهل بهذا الحديث يعض شفتيه تلهفا ألا يكون بهذه الصفة، ولا يعلم أن صاحب هذا الفعل مذموم، وقد قال الله تعالى في تنزيله: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك، وجرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواترة بأن «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى» «وأبدأ بنفسك ثم بمن تعول» وافترض الله على الأزواج نفقة أهاليهم وأولادهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضع من يقوت» أفيحسب عاقل أن عليا جهل هذا الأمر حتى أجهد صبيانا صغارا من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليهن؟ حتى تضووا من الجوع، وغارت العيون منهم، لخلاء أجوافهم، حتى أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بهم من الجهد، هب أنه آثر على نفسه هذا السائل، فهل كان يجوز له أن يحمل أهله على ذلك؟ وهب أن أهله سمحت بذلك لعلي، فهل جاز له أن يحمل أطفاله على جوع ثلاثة أيام بلياليهن؟ ما يروج مثل هذا إلا على حمقى جهال، أبى الله لقلوب منتبهة أن تظن بعليّ مثل هذا». وذكره ابن الجوزي في الموضوعات: ١/ ٣٩٠.وانظر: الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر: ٤/ ١٨٠.
(٢) التكميل والإتمام: ٩٦ أ.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٩/ ٢٢٤ عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: -

<<  <  ج: ص:  >  >>