(٢) وقد جاء في صحيح البخاري: ٤/ ١١٠، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ... ما يدل على صحة هذا القول ورجحانه، فقد أخرج البخاري - رحمه الله - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وعبرة فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصيني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك ... ». وللأستاذ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - تحقيق جيد في أنه اسم أبي إبراهيم عليه السلام حيث قال أما أن اسم والد إبراهيم «آزر» فإنه عندنا أمر قطعي الثبوت بصريح القرآن في هذه الآية بدلالة الألفاظ على المعاني وأما التأويل والتلاعب بالألفاظ فما هو إلا إنكار مقنع لمضمون الكلام ومعناه، وسواء أكان اسمه في قول أهل النسب نقلا عن الكتب السابقة «تارح» أو لم يكن، فلا أثر له في وجوب الإيمان بصدق ما نص عليه القرآن، وبدلالة لفظ لِأَبِيهِ على معناه اللفظي في اللغة، والقرآن هو المهيمن على ما قبله من كتب الأديان السابقة. ثم يقطع كل شك، ويذهب بكل تأويل الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ... وليس بعد هذا النص مجال للتلاعب». انظر المعرب للجواليقي: (٤٠٧ - ٤١٣) تحقيق أحمد شاكر. (٣) رجح الطبري - رحمه الله - هذه القراءة في تفسيره: (١١/ ٤٦٧، ٤٦٨). (٤) وهي قراءة أبي، وابن عباس، والحسن البصري، ومجاهد والضحاك، وأبي يزيد المديني، وسليمان التميمي. انظر تفسير الطبري: ١١/ ٤٦٧، والكشاف: ٢/ ٣٠، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٣، والبحر المحيط: ٤/ ١٦٤، والنشر في القراءات العشر: (٣/ ٥٤، ٥٥)، ومعجم القراءات القرآنية: ٢/ ٢٨٣. (٥) انظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٤٠، ومعاني الأخفش: ٢/ ٢٧٨، ومشكل إعراب القرآن