للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قيل إنّ هذا القصر يسمى إرم، وهو الذي عنى (١) الله تعالى بقوله:

{إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ} (٢)، وهو على شكل مدينة تحتوي على قصور، حكى الزّمخشري (٣) أنّ شدّاد بن عاد ملك الدنيا ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنة فقال: أبني مثلها، فبنى إرم في بعض صحارى عدن في ثلاثمائة سنة، وكان عمره تسعمائة سنة، وهي مدينة عظيمة قصورها من الذّهب والفضّة، وأساطينها (٤) من الزّبرجد والياقوت وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطّردة، فلما تمّ بناؤها سار إليها بأهل مملكته فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا.

وعن عبد الله بن (٥) قلابة أنّه خرج في طلب إبل له فوقع عليها فحمل ما قدر عليه مما ثمّ، وبلغ خبره معاوية فاستحضره فقصّ عليه الخبر، فبعث إلى كعب الأحبار فسأله فقال: هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين في زمنك أحمر، أشقر، قصير، على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة وقال: هذا والله هو ذلك الرجل، انتهى (٦).


(١) في نسخة (ح): «أراد».
(٢) سورة الفجر: آية: ٧.
(٣) ذكره الزمخشري في تفسيره: ٤/ ٢٥٠ دون عزو. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٩/ ١١٢ عن وهب بن منبه. وذكره ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٤١٨ عن ابن أبي حاتم.
(٤) الأساطين: جمع الأسطوانة وهي السارية والعمود. اللسان: ١٣/ ٢٠٨ مادة (سطن)، المعجم الوسيط: ١/ ١٧ مادة (سطن).
(٥) لم أقف على ترجمة له.
(٦) قال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف: ٤/ ١٨٤ عن حديث عبد الله بن قلابة قال: «رواه الثعلبي من طريق عثمان الدارمي عن عبد الله بن أبي صالح عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن وهب بن منبه عن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له شردت، فذكره مطولا. ثم قال ابن حجر: قلت آثار الوضع عليه لائحة».وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٤١٨: «فهذه حكاية ليس يصح إسنادها، ولو صح إلى ذلك الأعرابي فقد يكون اختلق ذلك، أو أصابه نوع من الهوس والخبال فاعتقد أن ذلك له حقيقة في الخارج وليس كذلك، وهذا مما يقطع بعدم صحته».

<<  <  ج: ص:  >  >>