الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤] وأقرأ خاتمة هذه الآية {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وتدبَّر ما قرأته ستجد صدق ما ذكرتُه.
وقد عرَّفنا ربُّنا بنفسه تبارك وتعالى من خمسة أوجه, هي:
١ - خلقه سبحانه السموات والأرض في ستة أيام:
أخبرنا ربُّنا - سبحانه - أنه وحده الذي خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما في ستة أيام, وهذه الأيام تبدأ من يوم الأحد, وتنتهي في يوم الجمعة, وهذه الأيام من أيام الله تعالى, ولا ندري طولها, وقد أعلمنا ربُّنا تبارك وتعالى أنَّ يوماً عنده كألف سنةٍ من سنواتنا, وأعلمنا ربُّنا أنَّ مقدار يوم القيامة خمسون ألف سنةٍ من سنوات الدنيا {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[الأعراف: ٥٤].
٢ - استواء ربِّنا جلَّ جلَّاله على العرش:
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[الأعراف: ٥٤] العرش في لغة العرب سرير الملك, قال تعالى في كرسي ملكة سبأ {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}[النمل: ٢٣] وقال نبي الله سليمان: {أَيُّكُمْ يَاتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَاتُونِي مُسْلِمِينَ}[النمل: ٣٨] وقال الله تعالى في عرش نبيِّ الله يوسف {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}[يوسف: ١٠٠] والعرش أعظم مخلوقات الله تعالى, وهو لله تعالى سرير ملكه وقد وصفه الله تعالى بأنَّه عظيم {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}[التوبة: ١٢٩] ووصفه بأنَّه مجيدٌ في قوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}[البروج: ١٥].