عرَّفنا ربُّنا - تبارك وتعالى - بنفسه في آيات هذا الموضع ببيان ما يأتي:
١ - الله - تعالى - أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها:
أخبرنا ربُّنا - عزَّ وجلَّ - أنَّه {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}[النحل: ٦٥] أنزل الله - تبارك وتعالى - من السماء ماءً, أي: من السحاب, فأحيا به الأرض بعد موتها, فإنَّك تمرُّ بالأرض, فتراها يابسةً خاشعةً, فإذا جادها الله تعالى بالغيث تراها وقد أينعت وأنبتت, واكتست جنباتها بالخضرة والزهور, {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} أي: إنَّ في ذلك لآيةً تدلُّ على وحدانية الله تعالى, وقوله:{يَسْمَعُونَ} أي: يسمعون كلام الله تعالى, ويفقهون ما يتضمنه من العبر, ويتفكرون في خلق السموات والأرض.
٢ - إسقاءُ الله - تعالى - لنا مما في بطون الأنعام لبناً خالصاً للشاربين:
قال سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}