وقد أعلمنا ربُّنا أنَّ رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه في أول المعركة أن الله سيمدهم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين من عند الله تعالى وعقَّب الله - تعالى - على ذلك بأنهم إن صبروا في ميدان القتال، واتقوا الله ربهم فإنه سيمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، ولا شك أن الله قد أمدهم بما وعدهم به، فإن الله لا يخلف الميعاد.
وعرَّفنا ربُّنا في آيات هذا الموضع أنَّ له سبحانه ما في السموات وما في الأرض، وأنه يغفر ذنوب من يشاء من عباده، ويعذِّب من يشاء منهم، فالله يملكهم، وهو يتصرف فيهم كما يشاء، بما شاء سبحانه.
خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذا الموضع من الآيات
عرَّفنا ربُّنا - عزَّ وجلَّ - في هذه الآيات بنفسه، وعرَّفنا أنَّه سبحانه:
١ - نصر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته - رضوان الله عليهم - في غزوة بدر، وكان عددهم قليلًا، وركابهم وسلاحهم قليلًا أيضًا.
٢ - أمد الله تعالى المؤمنين في غزوة بدر بالملائكة، فجبر كسرهم، وكثر جمعهم، وأدالهم على عدوهم، وجعلهم من المنصورين.
٣ - الله - تبارك وتعالى - له ملك السموات والأرض، وهو غفار الذنوب، يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء.