٣ - إحياء الله الموتى على يد نبيِّه إبراهيم عليه السَّلام:
قص علينا ربُّنا في آيات هذا النص قصة طلب فيها إبراهيم عليه السَّلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}[البقرة: ٢٦٠] فسأله ربه قائلًا له: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ}[البقرة: ٢٦٠] فأجاب قائلًا: بلى آمنت، ولكنني أريد مزيدًا في طمأنينة قلبي {قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}[البقرة: ٢٦٠] عند ذلك أمره ربه أن يأخذ أربعة من الطير، ثم يصورهن إليه، أي: يقطعهن، أي: بعد أن يذبحهن، ثم يجعل على كل جبلٍ منهن جزءًا، أي: يفرق أجزاءهن على عدة جبال، ثم أمره أن ينادي عليهن طالبًا منهن أن يجتمعن، فتجمعت الأجزاء المقطعة، وتواصلت وتلاحمت، ونفخت فيها الحياة {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَاتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عزَّيزٌ حَكِيمٌ}[البقرة: ٢٦٠] والعزَّيز: المنيع الذي لا يغلب ولا يعجزه شيءٌ، وهو {حَكِيمٌ} سبحانه فيما يدبره.
خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات
عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى في هذه الآيات أنه يحيي الموتى، وبين ذلك بما يأتي:
١ - احتجَّ نبيُّ الله إبراهيم عليه السَّلام على نمرود عصره بأن ربه يحيي الموتى.