سأل كفار قريشٍ رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عن الوقت الذي تقع فيه الساعة, فأمر الله تعالى رسوله أن يخبر النَّاس أنَّه لا يعلم وقت وقوعها إلا الله سبحانه:
والساعة التي سأل كفار قريشٍ الرسول عن وقت وقوعها هي يوم القيامة, والساعة في الأصل تطلق على كلِّ وقتٍ من الزَّمن, وغلب إطلاقها على يوم القيامة, وكان كفار قريشٍ يسألون عنها إنكاراً لها, كما قال تعالى:{يَسْتَعْجلَّ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا}[الشورى: ١٨] , وقال:{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الملك: ٢٥] وقوله: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي: متى يكون وقوعها.
وقد أمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول للسائلين {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجلَّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}[الأعراف: ١٨٧]. أي: قل لهم: إنَّما علمها عند الله, و {إِنَّمَا} أداة حصرٍ, أي: علمها عند الله, فلا يعلمها لا ملكٌ مقربٌ, ولا نبيٌّ مرسلٌ, وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عندما جاءه وهو في جمع من الصحابة, فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان, ثم سأله عن الساعة, قال في الجواب:«ما المسئول عنها بأعلم من السائل» فالمسئول وهو أفضل الأنبياء والرسل لا