وقوله:{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} أي: لا يشغلهم عن التسبيح شيءٌ، فالتسبيح لهم بمثابة النفس لنا.
٣ - بطلان الآلهة التي يعبدها الكفار من دون الله:
أخبرنا ربُّنا - تبارك وتعالى - أنَّ الكفار اتخذوا من دون الله آلهة، وقد أنكر الله - تعالى - عليهم ذلك، وبيَّن أنَّ هذه الآلهة باطلةٌ، لا تقدر على إحياء الموتى {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ}[الأنبياء: ٢١]، وقوله:{أَمِ اتَّخَذُوا} أم هنا بمعنى بل، وهمزة الاستفهام، كأنَّ في القول إضراباً عن الأول. وقوله:{هُمْ يُنْشِرُونَ} أي: يحيون الموتى، لأنَّ من صفة الإله الحقِّ أنه يحيى الموتى. قوله:{مِنَ الْأَرْضِ} أي: أنَّ آلهتهم التي يعبدونها مصنوعةٌ من جنس الأرض، فهي أصنام مصنوعة من الصخور أو الطين، أو الخشب، أو الحديد أو نحو ذلك.
أخبر الله تعالى أنَّ استقامة أمر السموات والأرض يدلُّ على وحدانية الله، وأنَّه لا إله غيره، ولا معبود سواه {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء: ٢٢ - ٢٣].
وهذا الذي ذكره ربُّنا يسمى دليل التمانع، فلو كان فيهما آلهة غير الله لفسدت السموات والأرض، لأنَّ الآلهة ستختلف فيما بينها، فلو أراد أحدهم خلق شيءٍ، وأراد الآخر عدم خلقه، فإن تعارضهما سيمنع الخلق، فإن قدر