وقد شهد الله لنفسه بالتوحيد في حال قيامه بالقسط، أي: بالعدل، والقسط وضع الشيء موضعه، وأعظم العدل التوحيد، كما أن أعظم الظلم الشرك، {قَائِمًا بِالْقِسْطِ}[آل عمران: ١٨].
وقد أكد التوحيد الذي شهد لنفسه به بقوله:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُو}[آل عمران: ١٨]، وختم الآية باسمين عظيمين هما {الْعزَّيزُ الْحَكِيمُ}[آل عمران: ١٨]، والعزَّيز القوي الغالب، و {الْحَكِيم} في أقواله وأفعاله سبحانه.
وشهادة الله تعالى لنفسه بالوحدانية دل عليها القرآن الكريم، في آيات كثيرة، وقد صرف الله تعالى القول في هذا الموضع تفصيلًا لا مزيد عليه، وأقام على بيان هذه الحقيقة من الآيات في الأرض والسموات الكثير الكثير، وقد تقدم العلم اليوم، فكشف من العلم الذي تجلَّى في آيات القرآن ما حارت به العقول، وأعجز الألباب، بل أقام الله تعالى في مخلوقاته عجائب لم يزل البشر يرونها ويشاهدونها، وفيها دلائل تدلُّ على شهادة الله لنفسه بالوحدانية، سبحانه وتعالى.