والأمهات، كثير الإطلاع على المسائل والنقل من الكتب المعتمدة، عليه مدار الفتيا في زمنه. جمع بين العلم والعمل والورع والزهد والتواضع ونزاهة النفس، ظاهر الورع. وكانت الأسئلة ترد عليه من البدو والحضر فيجيب عنها، وانتفع الناس به، ولا رغبة له في القضاء مع أهليته له.
كتب إليه طالبن بن سيد أحمد بن ءادّ السوقي الأرواني بن طالبن محمد إلى القاضي محمد بن أبي بكر الغلاوي بولاته، فكتب هو إليه: أما القضاء فلست بقاض إذ لم تتوفر شروطه عندي ولا انعقد لي من وجهه والاثنان (كذا) وأما محمّ فأحبّ إليّ منه محمد، ومحمّ ترخيم محمد في الصنهاجية.
وكان من أهل الورع والتحري في الفتوى، ربما قال ليس عنده الآن فيها جواب، وذلك مما يدل على دينه وورعه، لأن قول لا أدري مدح في العالم وجنّة. فقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن أربعين مسألة فأجاب في أربعة وهي عشرها ولم يجب في الباقي. وكان رحمه الله تعالى معنيا بالعلم قائما بجواب السائل محبا لأهل العلم والدين ولكل من ينسب إليه وإن كان من غير أهله، منشدا بلسان حاله.
والله أعلم. أخذ عن الفقيه العلامة سيدي محمد بن المختار بن الأعمش، وتفقه عليه وانتفع به، وأخذ عنه الفقيه القاضي عبد الله بن أبي بكر بن علي بن الشيخ، والفقيه عمر بن بابا، والفقيه الحاج عثمان المجاور.
وألف عقيدة مفيدة في التوحيد، وله أجوبة مفيدة مجموعة، وأجوبة أخرى في أحكام مستغرقي الذمم أرسل بها لشيخه سيدي محمد بن المختار بن الأعمش، مشتملة على ستة فصول أو سبع في نحو كراسة والله أعلم.
توفي رحمه الله تعالى عشية الجمعة في ستة عشر من ذي الحجة الحرام آخر العام الثامن والتسعين بعد الألف.