وقال ابنه الفقيه عبد الرحمان بن الفقيه القاضي محمود: واجب على أهل تنبكت أن يزوروا روضة سيدي يحيى للتبرك به في كل يوم، ولو كانت منهم (٣٨) مسافة ثلاثة أيام.
له كرامات ومكاشفات. حكي أن جواريه طبخن حوتا طريا من الصبح إلى العشاء فلم تؤثر فيه النار شيئا، فتعجبن من ذلك، فسمعهم فقال لهن: إن رجلي مست شيئا مبلولا حين خرجت لصلاة الصبح، ولعله هو ولعل النار لا تحرق ما مس جسدي والله أعلم.
توفي رحمه الله تعالى عام ستة وستين بعد ثمانمائة. والحمد لله رب العالمين.
[٢١٠ - [يوسف الفاسي (بل العربي بن يوسف الفاسي)]]
سيدي يوسف الفاسي رحمه الله تعالى.
هو الشيخ الرباني العارف بالله تعالى شيخ الحقيقة، ومنار الطريقة، جنيد عصره، وجيلاني دهره، أبو المحاسن سيدي يوسف بن محمد الشهير بالفاسي، ملأ الله قلبه نورا، وقبره سرورا (قال سيدي عبد الله بن عبد الرزاق العثماني في تأليفه المسمى سلاح أهل الإيمان لمحاربة الشيطان، من الصلاة وتلاوة القرآن: قد كان الوسواس ملأ قلبي ولم أستطع مدافعته حتى جمعني ربي بأبي المحاسن سيدي يوسف الفاسي رحمه الله ونفعنا به آمين. وكان إتياني إليه غير شاك له بذلك، وإنما أتيته سائلا عن قول صاحب دلائل الخيرات: كنت حيث كنت. فقال رحمه الله: في هذا الكتاب ألفاظ لا تحمل على ظاهرها من معروف اللغة وبساط التوحيد، وإنما سمح له في التفسير بها لما علم من صدق حبه في النبي صلى الله عليه وسلم، منها هذه: عدد حلمه وعدد علمه. ثم قال لي: أيّ شيء في كتابك هذا؟ فقلت له في أوله الحزب الكبير لأبي الحسن الشاذلي، وفي
(٣٨) كذا في ج، وفي ب «منهما». ولعل الصواب: «بينهم».