خزانته كثيرا من كتب التصوف ونحوها. أخذ طريق الصوفية الناصرية والغازية، والورد عن شيخه سيدي أحمد بن عبد القادر عن الشيخ سيدي محمد بن ناصر الدرعي إلى أول الأقطاب أبي الحسن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونفعنا به دنيا وأخرى آمين. وأخذها عنه شيخنا وبركتنا سيدي الطالب الأمين بن الطالب الحبيب، وشيخنا الفقيه سيدي محمد بن الطالب عمر البرتلي، رحمهما الله تعالى آمين، وغيرهما مما لا يكاد يعد، والله تعالى أعلم.
توفي بتشيت رحمه الله تعالى عام ثمانية وثلاثين (٢٩) ومائة وألف.
[٢٣ - [أحمد بن أند عبد الله الولاتي المحجوبي]]
الحاج أحمد بن أند عبد الله بن علي بن الشيخ الولاتي ثم المحجوبي.
كان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين على التحقيق التام، حسن التصنيف. ألف عقيدة منظومة في علم الكلام، ونظما في المناسك، ونظم فرائض خليل، وألف في الصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام، تأليفا ضمنه من خصائصه عليه الصلاة والسلام نبذة مفيدة، ونظم أسماء النبي صلى الله عليه وسلم التي في دلائل الخيرات. وكان في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، مقداما في الأمور العظام، إليه انتهت رياسة الفتوى والقضاء والنوازل بولاتة، لا يثبت على باطل، ذا همة عالية وشهامة ونخوة، تاما إدراكه. وله حظ في علم التحقيق يدل عليه قوله في رائيته:
فبشرى إلا هي الصّابرين بما لهم ... تلاشى بلاد إذبه بان لي سرّي
فكّل بلاد سرّه وصف طرفه ... فإن ساخطا سخط وإن راضيا بري
وغير ذلك من ألفاظه الرائقة، المفصحة عن أحواله الفائقة. وكان