للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفتوى والتأليف، ولم يكن مشتغلا بحفظ النصوص. سمع ليلة رجلا يقرأ نص خليل أو العاصمية يدرسه، فقال هذا تعذيب الحيوان.

ألف شرحا حسنا على لامية الزقاق في مجلد ضخم سماه فك الوثاق على لامية الزقاق، وشرحا في شرح عقيدة الفقيه محمد بن علي وسماه إمداد الضياء في أفق عقائد الأصفياء، ومات رحمه الله قبل اتمامه.

توفي رحمه الله تعالى في أحد جمادى عام اثنين وسبعين ومائة وألف.

[١٦٤ - [عبد الله بن وناس السباعي]]

عبد الله بن ونّاس (٤) السباكي رحمه الله تعالى.

كان رحمه الله تعالى مداوما على صلاة الجماعة لم تفته تكبيرة الأحرام منذ أربعين سنة أو أزيد، حتى توفي رحمه الله تعالى، ولم يقصر قط في هذه المدة بل لم يخرج عن القصر خروجا تفوته فيه الجماعة ولو إلي الأحراش. وكان رحمه الله تعالى لا يخرج عن المسجد بين صلاتي الظهرين ولا بين صلاتي العشاءين، يعمر هذين الوقتين بالذكر دائم دهره، ولا يخرج منه بعد صلاة الصبح حتى يحل النفل، ولا يفوته مجلس البخاري ولا الشفا ولا حديث قرئ في المسجد أبدا. وكان رحمه الله تعالى أمين بلدتنا باتفاق من أهلها، وكان خبيرا بأحكام البيع لكثرة سؤاله العلماء عن أحكامه، وربما خالفه بعض العلماء في فساد بيع وصحته فيكون الصواب معه. وكان مصاحبا للعلماء والصالحين وأهل الخير محبا لهم، وكان من أهل الخمول لا تساوي نفسه عنده شيئا، ولم يقطع صيام رمضان في مرض قط إلا أن يذهب إدراكه فيسقى وهو غير مدرك لشيء.

وقد عزم أهله والناس عليه في مرض وفاته قبل يوم وفاته بيومين أن يفطر فأبى حتى غشي عليه فسقوه وهو غير مدرك.


(٤) في ج: وقّاس (بقاف مشددة).

<<  <   >  >>