للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقرئ الرسالة ومختصر خليل وألفية ابن مالك ولأمية الأفعال قراءة تحقيق، ويقرئ البرية (٨) في قراءة نافع وغير ذلك. له حظ من علم الحديث والعروض وغير ذلك من الفنون إلا نادرا، والله أعلم. حج عام سبعة وخمسين ومائة وألف، وأتى بخزانة كتب نفيسة. قرأت عليه وأفادني وانتفعت بعلمه وكتبه، وهو من أشياخي.

توفي - رحمه الله تعالى - عام تسعة وسبعين ومائة وألف.

[٦٢ - [البشير بن الهادي (الايديلي)]]

الطالب البشير بن الحاج الهادي [الايديلبي] (٩) - رحمه الله - هو الشيخ الفقيه العالم المتفنن المقرئ، سيخنا عالم بلاد التكرور وفقيهها ومدرسها ومفتيها بلا مدافع، حريصا على العلم استفادة وإفادة، ولا يأنف على أخذه عن أقرانه، أفنى عمره في طلب العلم، أسهر جفونه في النظر، وأحيي ليله في تحصيله بالسهر، يعمر الأوقات فيه، فنهاره في التدريس والشرح والإفتاء، وليله في المطالعة، وكان على غاية اجتهاد، فكان يرى في عمامته أثر الدخان (١٠) لكثرة مطالعته بالليل. كان - رحمه الله تعالى - شيخا جوادا كريم الخلق حسن العشرة، حافظا حق الجار، [حسن الجواب] (١١) حسن الفهم، سريع القلم، حسن الخط، مجتهدا في تحصيل الكتب كثير الاعتناء بها، حتى حصل منها بالنسخ والاستكتاب ما يحتاج إليه من كل فن، حتى حصل شرح كل كتاب قرأه، وإذا استعار كتابا اجتهد فيه حتى يقضي حاجته منه ويرده في أقرب مدة. أحيي العلم في بلاده من كثرة طلبة الفقه عنده، فصاروا علماء، واشتهر عمله في البلاد وطار صيته فيها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، فكانت النوازل والأسئلة


(٨) في هامش ج: لعله يقصد نطم ابن بري.
(٩) ساقط من ج.
(١٠) في ج: دخان الحطب.
(١١) زيادة في ج.

<<  <   >  >>