وكان رحمه الله تعالى أحد أوعية العلم، ومن أهل الفقه والأدب والفهم، أخذ الفقه من الفقيه الحاج الحسن بن أغبد الزيدي، وأخذ عنه الشريف حمى الله بن أحمد بن الإمام أحمد وغيره، وله ولأخيه فتاوي مجموعة في غاية الجودة والحسن.
توفي رحمه الله تعالى عام ثلاثة وخمسين بعد المائة والألف، ورمز شيخنا سيدي أحمد بن سيدي محمد بن موسى بن إيجل عام وفاته بقوله:
وأحمد ذا المجد الشريف بن فاضل ... نقش أب من طراز مكمّل (كذا)
والرمز في قوله نقش أب.
[٢٨ - [أحمد بن الأمين (التواتي)]]
الحاجّ أحمد بن الحاج الأمين الملقب بالتواتي الغلاوي.
كان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين، قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تهابه اللصوص وتخافه الظلمة، وانتفع على يديه كثير من المهاجرين، التائبين من المغافرة، ناصر السنة حتى كاد أن يقيم الحدود في بلده لأنه مسموع الكلمة عند أهل بلده. وكان رحمه الله تعالى من أهل الهمم العالية. حج مرات بيت الله الحرام، وهو شيخ الركب من أرضنا حتى يصل إلى توات فيكون الأمر لأبي نعامة رحمهما الله تعالى.
ولما قدم من المشرق حدّ مسافة القصر في بلد كنديك من كل جهة، فأخذ الحبال وذرعها حتى بينها. وكان نزيه النفس عن طعام الظلمة، أرسل له يوما أبو بكر بن هنون الكور على ألف من الزرع، وقال له أنها من عمل يده، فقال للرسول: قل له: كثير يأخذ زرعه غير أحمد. وترك عنده بعض الظلمة عكتين (٣٤) فلما أتاه قال له: أنت يا ابن الكلب تركت عندي شيئا؟ إنما تركت عندي مال المساكين والفقراء، فدفعته لهم، فانصرف ولم يقل