الخلق، عزيزا عندهم. أخذ عن عمه بركة عصره محمود بن عمر وغيره، ورحل للشرق سنة ست وخمسين فحج وزار واجتمع بجماعة كالناصر اللقاني والشريف يوسف تلميذ السيوطي، والجمال بن الشيخ زكرياء، والاجهوري والتاجوري؛ وبمكة وطيبة بأمين الدين الميمون والملاّي وابن حجر المكي، وعبد العزيز اللمطي، وعبد المعطي السخاوي، وعبد القادر الفاكهاني وغيرهم، وانتفع بهم ولازم أبا المكارم محمد البكري وتبرك به وقيد عنه فوائده، ثم قفل لبلده فدرس قليلا، وأسمع الصحيحين نيفا وعشرين سنة في شهر رجب وتالييه وغيرهما. وأخذ عنه جماعة، كالفقيهين الصالحين الأخوين محمد وأحمد إبني الفقيه محمود بغيغ، وحضر عليه إبنه سيدي أحمد بابا أشياء عدة، وأجازه جميع ما يجوز له وعنه، وسمع بقراءته الصحيحين والموطا والشفا، وعلق على صغرى السنوسي والقرطبية وشرح مخمسات العشرينيات الفزاريّة في مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وشرح منظومة المغيلي في المنطق شرحا حسنا، وعلق على مواضيع السهو منه، وشرح جمل الخونجي، وألف في الأصول ولم يكمل.
ولد في فاتح المحرم عام تسعة وعشرين وتسعمائة، وثقل عليه لسانه وهو يقرأ صحيح مسلم في الجامع، فأشار عليه الشيخ العلامة محمد بغيع وهو جالس حذاءه بقطع القراءة، فتوفي ليلة الاثنين بغرة ليلة السابع والعشرين من شعبان عام واحد وتسعين وتسعمائة. قال سيدي أحمد بابا:
ورأيت له بعد وفاته رؤيا حسنة رحمه الله تعالى.
[٧ - [أحمد البكاي بن محمد التنبكتي]]
الشيخ سيدي أحمد البكاي الولي العارف بالله تعالى المتبرك به المشهور ابن سيدي محمد الكنتي رحمه الله تعالى.
كان من عباد الله الصالحين، والأولياء المعروفين المشهورين.
يزوره الناس من كل فج في كل ساعة، يزوره الشرفاء والأولياء والصالحون