صلاح وخير، حريصا على العلم استفادة وافادة ونقلا، ولا سيما علم الكلام. وكان يذهب إلى النظر وترك التقليد، كثير العناية بتحصيل الكتب، حتى حصل خزانة نفيسة بخطه الحسن النفيس محتوية على علم كثير وعدة فنون، أكثر فيها من نقل أصول الدين نصوصا وشروحا، فصار لا يرى كتابا منه إلا نقله، وداوته لا تيبس ولا يقف عن الكتابة ولو كان لا يكتب إلا سطرين.
كان رحمه الله تعالى مداوما على علم الكلام قراءة ونقلا وتعليما.
وحكي عنه أنه قال: لو علمت عقيدة من علم الكلام لا أعرفها وفي مصر من يعلمها لرحلت إليها حتى أتعلمها. كان رحمه الله تعالى موصوفا بالصلاح وسلامة الباطن والتقوى والزهد والحرف المهمة والاشتغال بما يعنيه، عاملا بما علم ملازما إسباغ الوضوء عند المكاره والجماعات في الشتاء في زمن البرد الشديد على كبر سنه، يجتمع هو وأخوه الحاج علي ويتذاكران أخبار الآخرة ويبكيان، لا رغبة ولا أنس لهما إلا فيما يبلغ إلى الدار الآخرة، فدارهما من دور أهل الآخرة. وكان هو شيخ علم الكلام في زمنه مبرزا فيه، يقرأ كتب السنوسي ودليل القائد، والجزائرية، وإضاءة الدجنة، وغير ذلك وعلم الكلام قراءة تحقيق. أخذ عنه شيخنا الطالب الأمين وغيره.
مولده رحمه الله تعالى اليوم الثامن من شعبان عام ثمانية وعشرين بعد الألف.
وتوفي رحمه الله تعالى بعد صلاة العشاء ليلة الأحد رابع عشر ذي القعدة الحرام، عام سبعة ومائة وألف. فعمره تسع وثمانون عاما وشهران ونحو عشرين ليلة.
[١٨٠ - [محمد بن بابا بن علي، الولاتي]]
عمر بن بابا بن علي بن أند عبد الله بن سيدي أحمد الولاتي رحمهم الله تعالى.