كان رحمه الله تعالى من الأولياء أهل الكشف والكرامات، جاءه يوما بعض الصالحين وقد حبس المطر عن الحرث والأنعام، فقال سل الله تعالى لنا الغيث للحرث والبهائم، فرفع يديه ودعا فجاء المطر الكثير وصلح الحرث ونعمت البهائم في ذلك العام. ثم جاءه في سنة أخرى وقال له مثل ذلك، فرفع بصره إلى السماء ونظر فقال له: يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا الآية، ولم يدع له، فلم يأت المطر في تلك السنة ولم يكن الحرث. وسأله يوما بعض الصالحين الرقي لأخت له صالحة مريضة، فجعل يدعو لها بالرحمة فتوفيت من ذلك المرض. وقبل ذلك إذا سأله الدعاء لها وهي مريضة يدعو لها بالشفاء فتبرأ. ودخل عليه يوما رجلان صالحان من أهل ولاته وهو مريض في قرية من قرى السودان ورأياه في حالة من المرض خافا عليه الموت، فجعل يقول: أنا كلب الشيخ عبد القادر، أنا باب الشيخ عبد القادر، وقال لهما: خفتما عليّ الموت، أنا لا أموت هناك لا أموت إلا في ولاتة حذاء أخي أحمد. فكان الأمر كذلك، فكان قبره في ولاتة قريبا من قبر أحمد بن الطالب مؤمن رحمهم الله تعالى.
وكان لا يمسك شيئا من الدنيا أتاه، فجمع عنده يوما ملاحف وأودعها عند حبيب له، ففرح الحبيب وقال له هذه أنميها له، فأتاه يوما بمساكين وغرباء فقسمها عليهم، فقال له حبيبه: لم فعلت هذا؟ وأراد أن يحبسها، فغضب عليه وقال له: ليست هذه طريقتي ولا طريق شيخي.
وكان يتزوج بالفقيرات واليتيمات، وقد أرادت يوما إحداهن أن تحجر على شيء مما أتاه الله تعالى من فضله، فغضب عليه وتزوج بامرأة أمّها صالحة، فكانت صهرته هذه تتبعه في الفلوات، فإذا جاء المطر يطلع إلى الجبل فتمطر ويشرب من كل ماء رأه حابسا أو جاريا من المطر، ويمر على