للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأصول والحديث والتفسير والحساب. وكان رحمه الله تعالى شاهدا مجيدا. أخذ عن المختار بن بون الجكني، وهو من أول تلامذته، وهو الآن بقيد الحياة، والله أعلم.

[٧٥ - [حم بن أحمد بن الشيخ السوفي]]

الشيخ حم بن أحمد بن الشيخ السوقي - رحمهم الله تعالى.

كان رحمه الله تعالى عالما عاملا بعلمه، زاهدا ورعا تقيا سخيا، متفننا في العلوم العقلية والنقلية، شيخ في علوم التفسير واللغة والعربية والحديث، وكانت المسوقين تفضله على أخيه محمد بن أحمد في العلوم. وقال عنه محمود الكلادي: محمد الأمين سمعته عن بعض أشياخي يحكي عن الشيخ محمد أحمد أخي صاحب الترجمة أنه قال إن أخاه لا تصح إمامته، لأنه لا يقدر أن يقرأ القرآن إلا ممزوجا بالتفسير. وكان مع كونه حبار (كذا) نبيل في العلم لا يقضي بين خصمين أبدا، فأتاه يوما خصمان فأعرضا (كذا) عليه خصومتهما، فأبى أن يقضي بينهما، فلازماه حتى أيسا منه وانصرفا، فحينئذ تناول الكتاب فأرى المسألة بعينها للحاضرين، وقال لهم لا يقع في وهمهما أني إنما منعت لأني أرجو أن ألقى الله وأنا لم أقض بين اثنين.

ومن ورعه أنه لا يفسر كتابا حتى يحضر شرحه ولو كان من الكتب التي إنما يتناولها الناس في العادة النساء والصبيان. فأتاه يوما تلميذ بكتاب يريد قراءته، فقال أحضر شرحه، فقال له التلميذ يا سيدي هذا الكتاب للنساء والصبيان يفسرونه بالشرح، فقال له الشيخ إذهب إلى النساء والصبيان يفسروها (كذا) لك، وأما أنا فلا أفسره حتى يحضر شرحه.

ومنها أنه لم يتزوج قط، فقيل له في ذلك فقال: أخاف أن لا أوفي بحقوق الزوجية. وفي ظني أن محمد المذكور سمعت بعض أصحابنا أنه لم يطلع عليه الفجر وهو نائم قط.

وتوفي رحمه الله في عام سبعة ومائتين وألف.

<<  <   >  >>