كان رحمه الله تعالى فقيها نحويا مدرسا درس البرية في قراءة نافع، والصغرى، ودليل القائد، والأوجلي، والإضاءة، وقرأ الرسالة والمختصر، ودرس المجرادية وألفية ابن مالك، ولامية الأفعال. وله حظ من المنطق والبلاغة والتنجيم والتاريخ ومعرفة مناقب الأولياء.
وكان رحمه الله تعالى زاهدا في الدنيا ورعا لا يقرب ما فيه شبهة، ذا طهارة ودوام صلاة في الجماعة حتى اشتد في مرض الموت، لا يقرأ القرآن إلا على طهارة، ويقرؤه بحضور قلب وخضوع، كثير الصيام مع عدم اطلاع الناس عليه، ملازما للنوافل المحدودة كقيام رمضان وركعات قبل الظهر وبعده، كثير الحياء لين الجانب محبا للصالحين.
توفي رحمه الله تعالى أول وقت ظهر الأربعاء لأربع بقين من رمضان، العام الثاني عشر بعد مائتين وألف.
[من اسمه علي]
١٨٨ - [علي بن أحمد بن محمد عبد الله الأنصاري
الأندلسي ثم المصري]
علي بن أحمد بن محمد عبد الله الأنصاري الأندلسي ثم المصري، نور الدين أبو الحسن النحوي.
قال ابن حجر: كان أبو الحسن هذا عالما بالنحو، وأصله من الأندلس، رحل منها إلى التكرور وأقرأ أهلها القرآن، فحصل له مال، ثم قدم القاهرة وأخذ عنه العربية جماعة، منهم جمال الدين الأسنوي.
توفي رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين وسبعمائة، قاله جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في طبقات النحو (٤).