العلم، وأهل المعرفة والفهم، عليه مدار الفتيا في الفقه في زمنه، وكان الفقه أكثر شأنه، وكان العلماء يحسنون ذكره ويعظمون شأنه وينتهون عند فتواه واثقين بها. ما رأيت أخصر ولا أحسن من فتواه، لا يزيد في الجواب على الحاجة إلا لزيادة حكم أو بيان. له ولأخيه الشريف أحمد فتاوي مجموعة في غاية الجودة والحسن، يدعم جوابه بالنص الصريح الصحيح المشهور، كنص ابن الحاجب وأبي المودة وغيرهما، وإذا لم يجد نصا في النازلة ربما أجاب فيها بمقتضى النظر الفقهي، فيكون ما أجاب به صحيحا موافقا ظاهرا لكل من له في الفقه بصيرة. وحكي أنه قال: فما تكون مسألة في الفقه إلا وحكمها يؤخذ من مختصر خليل رحمه الله تعالى، إما من منطوقه وإما من مفهومه، فكان يسأل عن المسألة التي ليست بظاهرة في منطق خليل من أين تؤخذ من نص خليل، فيقول تؤخذ من مكان كذا، فقيل له من أين يؤخذ منه تحريم اشتراء ما عليه وسم الزوايا من الدواب من الأعراب المستغرقين الذمم؟ فقال قوله: وختن مجلوبها، يعني أن اطلاعنا على المجلوب من بلاد الحرب مختونا عيب فيه خوفا من كونه رقيقا أبق إليهم، أو أغاروا عليه، فكذا اطلاعنا على المشترى من مستغرقي الذمم عليه وسم الزوايا خوفا من كونهم أغاروا عليه أو أخذوه ضالة والله أعلم. أخذ الفقه عن الفقيه الحاج الحسن بن أغيد الزيدي، وأخذ عنه ابن أخته الفقيه الشريف محمدنا لله بن الشريف أحمد بن الإمام وغيره.
توفي رحمه الله تعالى في العام الموفى ستين بعد المائة والألف.
وإلى وفاته أشار شيخنا سيدي أحمد بن موسى بن إيجل بقوله: