لقوله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة. القسطلاني، بفتح القاف، يوم القيامة رؤية خاصة في القرب منه، وفيه بشارة لرائيه في المنام بأنه فسيراني في اليقظة يموت على الإسلام. وكفى بها بشارة ربك لأنه لا يراه في القيامة تلك الرؤية الخاصة باعتبار القرب منه إلا من تحققت له الوفاة على حسن الخاتمة. حقق الله تعالى لنا ولا حبابنا وللمسلمين ذلك بمنه وكرمه آمين انتهى.
وكان رحمه الله تعالى سخيا من الأسخياء عظيم النفع للخلق، كان الناس يتصدقون عليه بأنواع الأموال من حيوان وعروض وعيبه (كذا) وغير ذلك فيأخذها ويتصدق على كل من لقيه من الصلحاء والفقراء، وكان يؤثرهم بها على نفسه وأهله، حتى إنه ربما أتى أهله وليس معه شيء منها، والخلق كلهم عيال الله تعالى، وأحبّهم إليه أنفعهم لعياله.
وكان رحمه الله تعالى إذا رأى حرا من أحرار السودان اشتراه من العرب أو الزوايا لا يفارقه حتى يفديه من غيره ويطلق سراحه، فانتفع الناس به جاها ونفعا. وقد أطلق في السنة التي توفي فيها رحمه الله تعالى كثيرا من الأحرار، ثبت الله تعالى له ذلك في الدار الآخرة آمين.
وكان رحمه الله تعالى خبيرا بالأنساب، له حظ في الحديث والسير، يعرف أنساب الناس خبيرا بقبائلهم، يقول لمن سأله عن نسبه أنت فلان بن فلان حتى يصل نسبه بالعرب أو بأحد الصحابة ولو كان ما رآه قبل ذلك الوقت. فكان رحمه الله تعالى أعجوبة في ذلك، وله أمر عجيب في إخراج الجن والكنوز والسحر، ما أظن أن أحدا من أهل عصره مثله في ذلك.
لقي الأشياخ وانتفع بهم، أخذ عن سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي العلوي وغيره رحمه الله تعالى.
توفي رحمه الله تعالى في شوال من العام السابع والثمانين بعد المائة والألف.