للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى أعلم. محققا ماهرا في الفنون، جامعا لشتات العلوم. رزق من الدراية والفهم والراوية حظا، كان الكلام طوع لسانه، كان أشعر زمانه، وفارس ميدانه، شهد له بذلك الموافق والمخالف، وأقر به المعادي والمحالف، يورد في شعره من محاسن البديع ما تعجز عنه أفهام البلغاء وألسنة الشعراء، كأنه شعر العرب المولدين. قال الفقيه عمر بن بابا بن عمر الولاتي رحمه الله تعالى لما وقف على قصيدة أخينا سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي الحائية التي مدح بها ابن الشريف، اعجبتني فقلت مذيلا لها ببيت.

كذا فليكن من ينشد الشّعر أو ويدع ... وإلاّ فقد يأتي بما يوجب الفضحا

وعثرت (كذا) أعني صاحب الترجمة الطالب محمد، منها قوله فكن قمرا الخ بقولي.

تعرّض لنفحات الإله برحلة ... وسام العلى بكلّ وجه وحيلة

وإن رمت أن تحظى بعز ودولة ... فكن قمرا يبري الدّجا كلّ ليلة

تفتّح لك الأبواب حينئذ فتحا ... وسافر ففي الأسفار صحبة جلّة

وصحّة أجسام وإذهاب علّة

ولا تالف الأوطان تظفر بوصلة ... كل الأرض بالتّسيار أيّة كيلة

ولا تك كالقمريّ يستعذب الصّدحا

انتهى. صدح الطائر كمنع صدحا وصداحا رفع صوته بغناء، قاله في القاموس.

والشريف الممدوح بالقصيدة هو مولاي محمد بن أمير المؤمنين مولاي إسماعيل، وهي قصيدة بديعة في غاية الحسن، واحد وخمسون بيتا والله أعلم.

أخذ عقائد أهل السنة وعلم المعاني والبيان وعلم المنطق عن عدة

<<  <   >  >>