كان رحمه الله تعالى حسن الأخلاق حلو الفكاهة، لذيذ الحديث لا يمل من حديثه، يذكر فيه حكايات الصالحين وقصصهم وأخبارهم المفيدة النافعة. جمع فصاحة اللسان والذكاء والأدب. وكان رحمه الله تعالى ذا صبر عظيم على التعليم، وعلى إيصال الفائدة للبليد بلا ملل ولا ضجر، ربما جلس يقرئ التلميذ من الضحى إلى الزوال أو إلى قربه. وكان قائما بالدين وعمارة المسجد من صلاة الخمس بالناس وخطبة الجمعة وقراءة الحديث فيه والمدح في مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وكان حسن الصوت في المدح مهتما به معتنيا بشأنه، جمع الإمامة وقراءة الحديث والتعليم للعربية، ومكث في الإمامة أربعين سنة لم يسه فيها إلا نادرا. وكان مهابا معظما يهابه علماء بلدنا ويعظمونه فضلا عن غيرهم، وتعرف في وجهه النضرة التي تكون في وجوه أهل الحديث. فعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضّر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأدّاها الحديث. القسطلاني: والنضرة الحسن والرونق، والمعنى خصه الله بالبهجة والسرور لأنه يسعى في نضارة العلم وتجديد السنة، فجازاه في دعائه له بما يناسب حاله في المعاملة انتهى.
وأجازه شيخنا وأستاذنا العالم الرضي الزاهد التقي سيدي أحمد بن سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي في صحيح البخاري وموطا مالك وشفاء القاضي عياض رحمهم الله تعالى، قائلا أجزته أن يروي عني مجموع صحيح البخاري والمسند المختصر من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم المبين لأفعاله وأقواله وسننه وأيامه، بحق روايتي عن شيخنا العلامة المحدث الفقيه الصالح السيد محمد بن محمد بغيغ الونكري التنبكتي لصحيح البخاري قراءة مني عليه لأوله وإجازة لباقيه، سنة ست وثلاثين بعد المائة والألف، كما أخبره به السيد والده الفقيه الإمام محمد بغيغ قائلا: أخبرني بذلك شيخنا ووالدنا الفقيه الهمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر بن الحاج لطف الله بهم آمين قائلا: أجزت له أن