أرجو أن لا يخيبَ مَنْ عامل الله بشيءٍ من ذلك، إذ لا عيشَ إلا في ذلك، ولو لم يكن فيه إلا أنَّ هِمَمَكم ــ مزاحِمةً لأهل الزيغ ــ مُشوِّشةٌ لهم، تبغضونهم في الله، وتطلبون استقامتهم في دين الله، وذلك من الجهاد الباطن إن شاء الله تعالى.
فصل
ثم اعرفوا إخواني حق ما أنعم الله عليكم من قيامكم بذلك، واعرفوا طريقَكم إلى ذلك، واشكروا الله تعالى عليها، وهو أن أقام لكم ولنا في هذا العصر مثل سيدنا الشيخ الذي فتح الله به أقفال القلوب، وكشف به عن البصائر عمى الشبهاتِ وحيرةَ الضلالاتِ، حيثُ تاه العقلُ بين هذه الفرق، ولم يهتد إلى حقيقة دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ومن العَجَب أن كلًّا منهم يدّعي أنه على دين الرسول، حتى كَشَفَ الله لنا ولكم بواسطة هذا الرجل عن حقيقة دينه الذي أنزله من السماء وارتضاه لعباده.
واعلموا أنَّ في آفاق الدنيا أقوامًا يعيشون أعمارَهم بين هذه الفرق، يعتقدون أن تلك البدعَ حقيقةُ الإسلام، فلا يعرفون الإسلام إلا هكذا.
فاشكروا الله الذي أقام لكم في رأس السبع مئة مِنَ الهجرة مَنْ بيَّن لكم أعلام دينكم، وهداكم الله به وإيانا إلى نهج شريعته، وبيَّن لكم بهذا النُّور المحمدي ضلالات العبّاد وانحرافاتهم، فصرتم تعرفون الزائغ من المستقيم، والصحيح من السقيم.
وأرجو أن تكونوا أنتم الطائفة المنصورة، الذين لا يضرهم من خذلهم