للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر هذا ــ لكن يجبُ قولُ الحق إن ساءَ أو سَرَّ ــ والله المستعان.

إذا علمتم ذلك ــ أيدكم الله تعالى ــ فاحفظوا قلبه، فإن مثل هذا قد يُدْعَى عظيمًا في ملكوت السماء، واعملوا على رضاه بكل ممكن واستجلبوا وُدَّهُ لكم، وحبه إياكم بمهما قدرتم عليه، فإن مثل هذا يكون شهيدًا، والشهداءُ في العصر تَبَعٌ لمثله، فإنْ حصلت لكم محبته رجوت لكم بذلك خصوصيةً أكتمها ولا أذكرها، وربما يَفْطَنُ لها الأذكياءُ منكم، وربما سمحت نفسي بذكرها، كيلا أكتم عنكم نصْحي.

وتلك الخصوصية: هي أن تُرْزَقوا قسطًا من نصيبه الخاص المحمدي مع الله تعالى، فإن ذلك إنما يسري بواسطة محبة الشيخ للمريد، واستجلاب المريد محبةَ الشيخ بتأتِّيه معه، وحفظ قلبه وخاطره، واستجلاب وُدِّه ومحبته، فأرجو بذلك لكم قسطًا مما بينه وبين الله تعالى، فضلًا عما تكتسبونه من ظاهر علمه وفوائده وسياسته، إن شاء الله تعالى.

وأرجو أنكم إذا فتحتم بينكم وبين ربكم تعالى تصحيح المعاملة بحفظ تلك الساعة مع الله تعالى بالزهد فيها عما سواه، واستصحاب حكم تلك الساعة في الصلوات الخمس والتهجُّد أن ينفتح لكم معرفة حقيقة هذا الرجل ونبئِهِ إن شاء الله تعالى.

وإنما ذكرت حفظ الساعة ــ وإن كان في الصلوات الخمس كفايةٌ إذا قام العبد فيها بحقِّ الله تعالى ــ وذلك لأن الصلاة قد تهجُمُ على العبد وقلبُه مأخوذٌ في جواذب الظاهر، فلا يعرفُ نصيبَ قَلْبِهِ من ربه فإذا عرف فيها، كان للعبد ساعةٌ بين الليل والنهار عَرَفَ فيها نصيبَ قلبه من ربه، فإذا جاءت الصلواتُ، عرف فيها حاله وزيادته ونقصانه باعتبار حالته مع ربه في تلك

<<  <   >  >>