للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدجال، فانكسرت حِدَّتهم وانفصل المجلس على أنهم يخلعون الأطواق الحديد من أعناقهم، وعلى أن من خرج منهم عن الكتاب والسنة قوبل بما يستحقه، وضبط المجلس المذكور وما وقع فيه وما التزم الفقراء الأحمدية الرفاعية به، وصنف الشيخ جزءًا يتعلَّق بهذه الطائفة وأفعالهم.

ذِكْر حادثة الشيخ تقي الدِّين أحمد ابن تيميَّة، وما اتفق لطائفة

الحنابلة، واعتقال تقي الدين، وما كان من خبره

إلى أن أُفْرِج عنه أخيرًا

كانت هذه الحادثة التي نذكرها في سنة خمسٍ وسبع مئة وانتهت في أواخر سنة تسع وسبع مئة، وكان لوقوعها أسباب وموجبات ووقائع اتفقت بالقاهرة ودمشق، وقد رأينا أن نذكر هذه الواقعة ونشرح أسبابها من ابتداء وقوعها إلى انتهائها ولا نقطعها بغيرها، وإن خرجت سنة ودخلت أخرى.

السببُ المحركُ لهذه الواقعة الموجبُ لطلب الشيخ تقي الدِّين المذكور إلى الديار المصرية فقد اطلعت عليه من ابتدائه وهو: أن بعض الطلبة واسمه: عبد الرحمن العينوسي سكن بالمدرسة الناصرية التي تقدم ذكرها بالقاهرة وكنت بها، وبها قاضي القضاة زين الدِّين المالكي وغيره، فاتفق اجتماعي أنا والقاضي شمس الدِّين محمد بن عدلان الكناني القرشي الشافعي بمنزلي بالمدرسة المذكورة في بعض الليالي، وهو أيضًا ساكن بالمدرسة ومعيد بها، فحضر عبد الرحمن المذكور إلينا ومعه فُتيا وقد أجاب الشيخ تقي الدِّين عنها فأخرجها من يده وشرع يذكرُ الشيخَ تقي الدِّين وبَسْط عبارته وعِلْمه، وقال: هذه من جملة فتاويه ولم يُرِد فيما ظهر أذاه وإنما قصد ــ والله أعلم ــ نشر فضيلته، فتناولها القاضي شمس الدِّين ابن عدلان منه

<<  <   >  >>