للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجلس، فرسم نائب السلطنة بعوده، فأدركه الأمير ركن الدِّين بيبرس العلائي الحاجب وغيره من الأمراء وأعادوه إلى المجلس، وجرى كلام كثير ثم ولاه نائب السلطنة القضاء، وحكم قاضي القضاة الحنفي بصحة ولايته ونفذها المالكي، فلما وصل إلى داره انقطع عن الحكم وطالع نائب السلطنة في أمره فعاد الجواب السلطاني باستمراره في القضاء في ثامن عشرين شعبان.

ثم وصل الأمير حسام الدِّين لاجين العمري في خامس شهر رمضان بطلب قاضي القضاة نجم الدِّين وتقي الدِّين ابن تيميَّة، وتضمن المثال السلطاني بأن يطالع بما وقع من أمر تقي الدِّين المذكور في سنة ثمان وتسعين وست مئة بسبب عقيدته، وأن تكتب صورة العقيدتين الأولى والثانية فأراد نائب السلطنة أن يدافع عنه ويكتب في حقه فوصل مملوكه سيف الدِّين الطنقش من الديار المصرية وأخبر باشتداد الحال عليه وقيام الأمير ركن الدِّين بيبرس الجاشنكير وذكر له كلام قاضي القضاة زين الدين، فعند ذلك أمر بإرساله وإرسال قاضي القضاة نجم الدين، فتوجَّها في يوم الاثنين ثاني عشر شهر رمضان فتوجه القاضي نجم الدِّين في الخامسة من النهار وتوجه تقي الدِّين في التاسعة وصحبته جماعة من أصحابه منهم تقي الدِّين بن شقير، وزين الدِّين بن زين الدِّين بن مُنَجَّى، وشمس الدِّين التدمري، وفخر الدِّين وعلاء الدِّين أولاد شرف الدِّين الصايغ، وابن بُخَيْخ، وشرف الدِّين عبد الله أخو الشيخ، وكان وصولهم إلى القاهرة في يوم الخميس ثاني عشري شهر رمضان وعُقِد مجلس بدار النيابة بقلعة الجبل وحضره الأمير ركن الدِّين بيبرس الجاشنكير وغيره من الأمراء والقضاة والعلماء وذلك بعد صلاة الجمعة الثالث والعشرين من الشهر، فادَّعى

<<  <   >  >>