للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معتقده، وتوجيه البريد بذلك، فوصل إلى دمشق في يوم الاثنين سادس شعبان، فاعتقل، وقرئ المثال السلطاني بعد صلاة الجمعة العاشر من الشهر على السدة بجامع دمشق.

ثم طلب قاضي القُضاة القزويني جماعةً من أصحاب تقي الدِّين في يوم الجمعة الرابع والعشرين من الشهر إلى المدرسة العادلية، وكانوا قد اعْتُقِلوا بسجن الحكم، فادُّعِيَ على العماد إسماعيل (١) صهر الشيخ جمال الدِّين المِزِّي أنه قال: إن التوراة والإنجيل لم يُبَدَّلا، وأنهما كما أنزلا، فأنكر، فشهد عليه بذلك، فضرب بالدِّرّة، وأشهر وأطلق.

وادُّعِي على عبد الله الإسكندري، والصلاح الكتبي (٢)، وغيرهما بأمور صدرت منهم، فثبت ذلك عليهم، فضربوا بالدِّرَّة، وأُشْهِروا في البلد.

وطُلِب الشمسي إمام المدرسة الجوزية، وسئل عما صدر منه في مجلس وعظه بالقدس ونابلس، فأنكر ذلك، فشهد عليه من حضر مجلسيه بما تلفظ ممن كان قد توجه من عدول دمشق لزيارة البيت المقدس، فثبت ذلك عليه فضُرِبَ بالدرة، وأُشْهِر على حمار بدمشق والصالحية، وقُيِّد، واعتُقِل بقلعة دمشق، فلم يزل في الاعتقال إلى يوم الثلاثاء العشرين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، فأفرج عنه في هذا اليوم، وحضر إلى قاضي القضاة الشافعي، فشرط عليه شروطًا، فالتزمها، وأُطْلِق.


(١). هو الإمام ابن كثير، صاحب التفسير.
(٢). هو ابن شاكر الكتبي المؤرِّخ.

<<  <   >  >>