للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء الحنبلي إلى عند ملك الأمراء وقال: أنا حكمت بإسلامهم وهو مظلومين (١) بحبسهم فنازعوه (٢) القضاة، وجرى أمور يطول شرحها. وأخذوا (٣) المالكية إمام الجوزية إلى حبسهم، فعاد الحنبلي سيرًا إلى قاضي القضاة جلال الدِّين يسأله أن يتم المسلّم عنده ولا يؤديهم إلى المالكي، فعاد جلال الدِّين عزَّر عبد الله الإسكندري على حمار غير مقلوب، والصلاح الكتبي، وآخر أساء الأدب، وقال: كل من قال عن ابن تيمية شيء (٤) فهو كاذب وأضربه بمداس، وضربوهم جميعهم بالدرة في قُفِيِّهم على الحمير وردوا إلى الحبس، وأحضر بعدهم إمام الجوزية وعزَّره عنده بالعادلية بالدرة، ثم أركبه حمار وطاوفه (٥) البلد، وراحوا به إلى الصالحية، وآخر النهار رد إلى الحبس، وأعلموا نائب (٦) السلطنة بما فعلوه. وبعد ذلك حضر (ناصر الدين) (٧) مشد الأوقاف تسلَّم إمام الجوزية وودّاه إلى القلعة فحبس المذكور مقيدًا، وسيَّبوا الباقي، وسكنت القضية.

وفي تاسع ذي القعدة قدم نائب السلطنة إلى دمشق من الصيد والقنص، وسير الحاجب بدر الدِّين الخطير إلى الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية إلى الحبس مرتين، ولم يعلم ما جرى.


(١). كذا، والصواب: «وهم مظلومون».
(٢). كذا، والصواب: «فنازعه».
(٣). في الأصل: «وأخذ».
(٤). كذا، والصواب: «شيئًا».
(٥). كذا، والصواب: «حمارًا وطوّفه».
(٦). كُتبت في آخر الصفحة السابقة ثم شطب فوقها.
(٧). فوق السطر.

<<  <   >  >>