للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سير نائب السلطنة للقاضي جمال الدِّين (يوسف) (١) بن جملة الشافعي نائب الحكم العزيز، وناصر الدِّين مشد الأوقاف (للشيخ تقي الدِّين بن تيمية) (٢) وسألوه عما أفتا وما يعتقده فكتب بخطه ثمانين سطرًا بصورة ما أفتى وما يعتقده وغير ذلك، فسيرها ملك الأمراء طي مطالعته للسلطان، عز نصره.

وفي يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الآخرة (٧٢٨) ورد المرسوم السلطاني بمنع الشيخ تقي الدِّين بن تيمية أن يصنف أو يكتب، فحضر إليه من أخذ جميع ما كان عنده من كتاب وورق ومن دواة وأقلام، وتركت عند والي القلعة إلى مستهل رجب سيرها متولي القلعة إلى عند قاضي القضاة علاء الدِّين (القونوي) (٣) الشافعي، فجعل الكتب في خزانة العادلية لأن أكثرها كانت عند الشيخ عارِية، والرزم التي بخطه وتصنيفه طالعوها حتى يردوا عليه ما قاله خلاف الإجماع.

وكان سبب ذلك أنه رد على قاضي القضاة (تقي الدِّين الإخنائي) (٤) المالكي بالديار المصرية في كتاب كان قد صنفه في الزيارة، وجرى حديث يطول شرحه وتفصيله، وكان له في ذلك خيرة كبيرة لأنه اشتغل بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم إلى حيث مات، رحمه الله تعالى وإيانا (٥).


(١). عن الهامش.
(٢). عن الهامش.
(٣). عن الهامش.
(٤). عن الهامش.
(٥). الخبر في: البداية والنهاية ١٤/ ١٣٤.

<<  <   >  >>