شأفتهم، ثمَّ مناظرته للمخالفين سنةَ خمسٍ في المجالس الَّتي عُقِدَتْ له بحضرة نائب السلطنة الأفرم، وظهوره عليهم بالحُجَّة والبيان، ورجوعهم إلى قوله طائعين ومكرهين، ثمَّ توجهه بعد ذلك في السَّنَة المذكورة إلى الدِّيار المِصْرية صحبة قاضي
الشَّافعية، وعَقْد مجلس له حين وصوله بحضور القُضَاة وأكابر الدَّوْلة، ثمَّ حبسه في الجُبِّ بقلعة الجبل، ومعه أخواه سنةً ونصفًا، ثمَّ خروجه بعد ذلك، وعقد مجالس له ولخصومه وظهوره عليهم، ثمَّ إقرائه للعِلْم وبَثِّه ونَشْره، ثمَّ عقد مجلس له في شَوَّال من سنة سبع لكلامه في الاتِّحادية وطعنه عليهم، ثمَّ الأمر بتسفيره إلى الشَّام على البريد، ثمَّ رَدِّه من مرحلةٍ وسجنه بحَبْس القُضَاة سنةً ونصفًا، وتعليمه أهلَ الحَبْس ما يحتاجون إليه من أمور الدِّين، ثمَّ إخراجه منه، وتوجهه إلى الإسكندرية، وجَعْلِهِ في برج حَسَنٍ منها ثمانية أشهُرٍ يدخل إليه مَنْ شاء، ثمَّ توجهه إلى مِصْر، واجتماعه بالسُّلْطان في مجلس حفل فيه القضاة وأعيان الأمراء، وإكرامه له إكرامًا عظيمًا، ومشاورتِه له في قَتْل بعض أعدائه، وامتناع الشَّيخ من ذلك، وجَعْله كل من آذاه في حِلٍّ ثمَّ سُكْناه بالقاهرة، وعودِهِ إلى نَشْر العِلْم ونفع الخَلْق، وما جرى بعد ذلك من قضيةِ البكري وغيرها، ثمَّ توجهه بعد ذلك إلى الشَّام صحبة الجيش المِصْري قاصدًا للغَزَاة بعد غيبته عن دمشق سَبْع سنين وسبع جُمَع، وتوجهه في طريقه إلى بيت المقدس، ثمَّ ملازمته بعد ذلك بدمشق لنشر العلم، وتصنيف الكتب، وإفتاء الخَلْق، إلى أنْ تكلَّم في مسألة الحَلِف بالطَّلاق، فأشار عليه بعض القُضَاة بتَرْك الإفتاء بها في سنة ثمان عشرة؛ فقبل إشارته، ثمَّ ورد كتاب السُّلْطان بعد أيام بالمَنْع من الفتوى عليها، ثمَّ عاد الشَّيخ إلى الإفتاء بها وقال: لا يَسَعُني كِتْمان العِلْم.
وبقي كذلك مُدَّةً إلى أن حبسوه بالقلعة خمسة أشهر وثمانية عشر يومًا، ثمَّ