كنت قد سُئلت عن معتقد السنّة، فأجبتُ عنه في جزء من سنين، وطلبه من داره، فأُحضر وقرأه، فنازعوه في موضعين أو ثلاثةٍ منه، وطال المجلس، فقاموا واجتمعوا مرتين أيضًا لتتمة الجزء، وحاققوه، ثم وقع الاتفاق على أن هذا معتقدٌ سلفيّ جيِّد، وبعضهم قال ذلك كرهًا.
وكان المصريون قد سعوا في أمر الشيخ، وملأوا الأميرَ ركنَ الدِّين الششنكير ــ الذي تسلطن ــ عليه، فطُلِبَ إلى مصر على البريد، فثاني يوم دخوله اجتمع له القضاة والفقهاء بقلعة مصر، وانتصب ابنُ عَدْلان له خصمًا، وادَّعى عليه عند القاضي ابن مخلوف المالكي: أن هذا يقول: إن الله تكلم بالقرآن بحرفٍ وصوت، وإنه تعالى على العرش بذاته، وإن الله يُشار إليه الإشارة الحِسّية، وقال: أطلب عقوبته على ذلك.
فقال القاضي: ما تقول يا فقيه؟ فحمد الله وأثنى عليه.
فقيل له: أسرع، ما أحضرناك لتخطب.
فقال: أُمنع من الثناء على الله؟ !
فقال القاضي: أجِب فقد حمدت الله. فسكت، فألحّ عليه.
فقال: فمَن الحاكمُ فيَّ؟ فأشاروا له إلى القاضي ابن مخلوف.