للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ: فقلت له: إذا كان قد سخط على أقوام ولعنهم وذمهم وغضب عليهم، فواليتهم أنت وأحببتهم وأحببت أفعالهم ورضيتها تكون مواليًا له أو معاديًا؟ قال: فبُهِت الجبري، ولم ينطق بكلمة» (١).

* تكسير الأصنام:

قال ابن القيم: «وقد كان بدمشق كثير من الأنصاب، فيسّر الله سبحانه كسرها على يد شيخ الإسلام وحزب الله الموحِّدين، كالعمود المُخَلَّق، والنصب الذي كان بمسجد النارنج (٢) من المصلى يعبده الجهَّال، والنُّصْب الذي كان تحت الطاحون الذي عند مقابر النصارى ينتابه الناس للتبرك به، وكان صورة صنم في نهر القلّوط ينذرون له ويتبركون به، وقطع الله النصب الذي كان عند الرحْبَة يُسْرَج عنده ويتبرك به المشركون، وكان عمودًا طويلًا على رأسه حَجَر كالكُرَة، وعند مسجد درب الحجر نصب قد بُني عليه مسجد صغير، يعبده المشركون، يسَّر الله كسرَه» (٣).

* الإنكار على من يطلق «حكم الله» في مسائل الاجتهاد:

قال ابن القيم: «وسمعت شيخ الإسلام يقول: حضرت مجلسًا فيه القضاة وغيرهم، فجرت حكومةٌ حَكَم فيها أحدهم بقول زُفَر، فقلت له: ما هذه الحكومة؟ فقال: هذا حكم الله. فقلت له: صار قول زفر هو حكم الله الذي حكم به وألزم به الأمة؟ ! قل: هذا حكم زفر، ولا تقل: هذا حكم الله.


(١) «شفاء العليل» (١/ ٤٨).
(٢) ينظر رسالة الغياني فيما قام به ابن تيمية من تكسير الأحجار (ص ١٤٥ - من هذا الكتاب).
(٣) «إغاثة اللهفان»: (١/ ٣٨٢ - ٢٨٣ - عالم الفوائد).

<<  <   >  >>