العساكر إلى الشَّام إنْ كَانَ لهم به حاجة. وقال لهم فيما قال:«إنْ كنتم أعرضتم عن الشَّام وحمايته، أقمنا له سلطانًا يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن».
ولم يزل بهم حتَّى جُرِّدَت العساكر إلى الشَّام.
ثمَّ قال لهم:«لو قُدِّر أنكم لستم حُكّام الشَّام ولا ملوكه، واستنصركم أهله وَجَبَ عليكم النصر. فكيف وأنتم حُكّامه وسلاطينُه، وهم رعاياكم وأنتم مسؤولون عنهم؟ ».
وقوَّى جأشهم، وضمن لهم النصر هذه الكرّة. فخرجوا إلى الشَّام، فلما تواصلت العساكر إلى الشَّام فرح الناس فرحًا شديدًا، بعد أن كانوا قد يئسوا من أنفسهم وأهليهم وأموالهم ... (١٤/ ١٦). (١٧/ ٧٣٧ - ٧٣٨).
ورجع الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة من الديار المصرية في السابع والعشرين من جُمادى الأولى على البريد، وقد أقام بقلعة مصر ثمانية أيّام واجتمع بالسلطان والوزير وأعيان الدولة وحثَّهم وحرَّضهم فأجابوه. (١٤/ ١٧). (١٧/ ٧٣٩).
سنة (٧٠١)
وفي هذا الشهر [شوال] عُقد مجلس لليهود الخيابرة، وأُلزموا بأداء الجزية أسوةَ أمثالهم من اليهود. فأحضروا كتابًا معهم يزعمون أنَّه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضع الجزية عنهم. فلما وقف عليه الفقهاء تبيّنوا أنَّه مكذوب مفتعل؛ لما فيه من الألفاظ الركيكة، والتواريخ المخبَّطة، واللحن الفاحش. وحاققهم عليه شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة، وبيّن لهم خطأهم وكذبهم. وأنّه مزوّر مكذوب. فأنابوا