للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفضول. ووُجد معهما مسوَّدة هذا الكتاب. فتحقّق نائب السلطنة ذلك، فعُزّرا تعزيرًا عنيفًا. ثمَّ وُسِّطا (١) بعد ذلك في مستهل جمادى الآخرة، وقُطعت يد الكاتب الَّذي كتب لهما هذا الكتاب وهو التاج المناديلي. (١٤/ ٢٣). (١٨/ ١٨).

وفي ثامن عشر [شعبان] قدمت طائفة كبيرة من جيش المصريين ...

ثمَّ قدمت بعدهم طائفة أُخرى ... فقويت القلوب واطمأنّ كثير من الناس. ولكن الناس في جَفْل عظيم من بلاد حلب وحماة وحمص وتلك النواحي، وتقهقر الجيش الحلبي والحموي إلى حمص، ثمَّ خافوا أنْ يدهمهم التتر فجاؤوا فنزلوا المَرْج ... وجلس القضاة بالجامع وحلّفوا جماعة من الفقهاء والعامة على القتال.

وتوجّه الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمِيَّة إلى العسكر الواصل من حماة، فاجتمع بهم في القُطَيْفة، وأعلمهم بما تحالف عليه الأمراء والناس من لقاء العدوّ فأجابوا إلى ذلك وحلفوا معهم. وكان الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة يحلف للأمراء والناس: إنكم في هذه الكرّة منصورون على التتار. فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله. فيقول: إنْ شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا. وكان يتأوّل في ذلك أشياء في كتاب الله منها قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ} [الحج: ٦٠]. (١٤/ ٢٤ - ٢٥). (١٨/ ٢٢ - ٢٣).

وقد تكلّم الناسُ في كيفيّة قتال هؤلاء التتر من أيّ قبيل هو؟ فإنهم


(١). يقال: وسَّطَه توسيطًا، أي: قطعَه نصفين. «تاج العروس»: (١٠/ ٤٤٨).

<<  <   >  >>