للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُظهرون الإسلام، وليسوا بُغاة على الإمام، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقتٍ ثمَّ خالفوه. فقال الشَّيخ تقيّ الدين: هؤلاء من جنس الخوارج الَّذين خرجوا على عليّ ومعاوية. ورأوا أنهم أحقّ بالأمر منهما. وهؤلاء يزعمون أنهم أحقّ بإقامة الحق من المسلمين، ويعيبون على المسلمين ما هم متلبّسون به من المعاصي والظلم، وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مُضاعفَّة. فتفطَّنَ العلماءُ والناسُ لذلك. وكان يقولُ للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجَّع الناسُ في قتال التَّتار، وقويت قلوبهم ونيَّاتهم ولله الحمد. (١٤/ ٢٥). (١٨/ ٢٣ - ٢٤).

ولما كَانَ يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان خرجت العساكر الشامية فخَيَّمتْ على الجُسُورة من ناحية الكُسْوَة، ومعهم القضاة ...

فلما كانت ليلة الخميس ساروا إلى ناحية الكسوة ...

وخرج الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة صبيحة يوم الخميس من الشهر المذكور من باب النصر بمشقة كبيرة، وصُحْبته جماعة ليشهد القتال بنفسه ومَنْ معه. فظنوا أنَّه إنَّما خرج هاربًا، فحصل له لوم من بعض الناس وقالوا: أنت مَنَعْتنا من الجفل وها أنت هارب من البلد. فلم يرد عليهم. (١٤/ ٢٥). (١٨/ ٢٤).

وفي يوم الاثنين رابع الشهر [رمضان] رجع الناسُ من الكسوة إلى دمشق، فبشّروا الناس بالنصر.

وفيه دخل الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة البلدَ ومعه أصحابه من الجهاد ففرح الناسُ به، ودعوا له، وهنّأوه بما يسّرَ الله على يديه من الخير. وذلك أنّه

<<  <   >  >>