فأظهرَ الحقَّ إذ آثارُهُ دَرَسَتْ ... وأخمدَ الشَّرَّ إذ طارتْ له الشَّرَرُ
كُنّا نُحدَّث عن حَبْر يجيءُ فهَا ... أنتَ الإمامُ الذي قد كان يُنتظر
ثمَّ دار بينهما كلام جرى فيه ذكر سيبويه. فتسرّع ابن تَيْمِيَّة فيه بمَقول نافره عليه أبو حيَّان وقاطعه بسببه، ثمَّ عاد أكثرَ الناس له ذمًّا، واتخذه ذنبًا لا يُغفر.
وكان قاضي القضاة نجم الدِّين أبو العبّاس ابن صصريّ لا يسمح لمناظريه في بلوغ مرادهم من ضرره ويقول: ما لي وله؟ (١).
وحكى أبو حفص عمر بن عليّ بن موسى البزار البغداديّ قال: حدّثني الشَّيخ المقرئ تقيّ الدِّين عبد الله بن أحمد بن سعيد قال: مرضت بدمشق مرضة شديدة فجاءني ابن تَيْمِيَّة فجلس عند رأسي وأنا مُثقَل بالحمَّى والمرض. فدعا لي وقال: قُم، جاءت العافية! فما كَانَ إلَّا [أن] قام وفارَقَني، وإذا بالعافية قد جاءت وشُفِيتُ لوقتي.
وقال فيه الإمام الأوحد القاضي الرئيس كاتب الأسْرَار شهاب الدِّين
(١) كذا هنا، وينظر «مسالك الأبصار» ففيه ما يخالف ما هنا.