للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامس عشري ربيع الأول سنة (٧٠٧) وشهد عليه بذلك جمع جمّ من العلماء وغيرهم، وسكن الحال وأُفرج عنه وسكن القاهرة.

ثمَّ اجتمع جمع من الصوفية عند تاج الدِّين ابن عطاء، فطلعوا في العشر الأوسط من شوال إلى القلعة، وشكوا من ابن تَيْمِيَّة أنَّه يتكلم في حق مشايخ الطريق، وأنَّه قال: لا يستغاث بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فاقتضى الحال أن أمر بتسييره إلى الشَّام، فتوجه على خيل البريد ... (١) وكل ذلك والقاضي زين الدِّين ابن مخلوف مشتغل بنفسه بالمرض، وقد أشرف على الموت وبلغه سفر ابن تَيْمِيَّة فراسل النائب، فرده من بلبيس وادعي عليه عند ابن جماعة، وشهد عليه شرف الدِّين ابن الصابوني، وقيل إنَّ علاء الدِّين القونوي أيضًا شهد عليه؛ فاعتقل بسجن بحارة الدَّيلم في ثامن عشر شوال إلى سلخ صفر سنة (٧٠٩). فنقل عنه أنَّ جماعة يترددون إليه، وأنَّه يتكلَّم عليهم في نحو ما تقدم فأمر بنقله إلى الإسكندرية، فنقل إليها في سلخ صفر، وكان سفره صحبة أمير مقدم، ولم يمكن أحدًا من جهته من السفر معه، وحبس ببرج شرقي، ثمَّ توجّه إليه بعض أصحابه فلم يمنعوا منه، فتوجّهت طائفة منهم بعد طائفة، وكان موضعه فسيحًا، فصار النَّاس يدخلون إليه ويقرؤون عليه ويبحثون معه. قرأت ذلك في «تاريخ البرزالي».

فلم يزل إلى أن عاد النّاصر إلى السلطنة فشفع فيه عنده، فأمر بإحضاره، فاجتمع به في ثامن عشر شوال سنة تسع، فأكرمه، وجمع القضاة وأصلح بينه وبين القاضي المالكي، فاشترط المالكي أن لا يعود، فقال له السلطان: قد تاب.


(١) بياض بالأصل.

<<  <   >  >>