للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجل، ثمَّ مدحه بأبيات ذكر أنَّه نظمها بديهًا وأنشده إيَّاها.

لمَّا أتانا تقيُّ الدِّين لاحَ لنا ... داعٍ إلى اللهِ فردٌ ما له وَزَرُ

على مُحَيَّاهُ من سِيْمَا الأُلَى صَحِبُوا ... خيرَ البريَّةِ نورٌ دونَه القَمَرُ

حَبْرٌ تَسَرْبَلَ منه دَهرُه حِبرًا ... بَحرٌ تَقَاذَفُ مِن أمواجه الدُّرَرُ

قامَ ابنُ تَيميَّةٍ في نَصْر شِرعَتِنَا ... مَقامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضَرُ

وأظهرَ الحقَّ إذ آثارُهُ اندرست ... وأخمدَ الشَّرَّ إذ طارتْ له شررُ

كُنّا نُحدَّث عن حَبْرٍ يجيءُ فهَا ... أنتَ الإمامُ الذي قد كان يُنتظر

ثمَّ دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ ابن تَيْمِيَّة القول في سيبويه فنافره أبو حيان وقطعه بسببه، ثمَّ عاد ذامًّا له وصيَّر ذلك ذنبًا لا يغفر، قال (١): وحجَّ ابن المحب سنة (٣٤) فسمع من أبي حيان أناشيد فقرأ عليه هذه الأبيات فقال: قد كشطتها من «ديواني» ولا أذكره بخير، فسأله عن السبب في ذلك فقال: ناظرته في شيءٍ من العربية فذكرت له كلام سيبويه فقال: يفشر سيبويه، قال أبو حيان: وهذا لا يستحق الخطاب، ويُقال إنَّ ابن تَيْمِيَّة قال له: ما كَانَ سيبويه نبي النَّحو، ولا كَانَ معصومًا بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعًا ما تفهمها أنت، فكان ذلك سبب مقاطعته إياه وذكره في تفسيره «البحر» بكل سوءٍ، وكذلك في مختصره «النَّهر» (٢).

ورثاه شهاب الدِّين ابن فضل الله بقصيدة رائية مليحة، وترجم له ترجمة هائلة تُنقل من «المسالك» إنْ شاء الله، ورثاه زين الدِّين ابن الوردي بقصيدة


(١) هذا القول ليس للشهاب بن فضل الله.
(٢) لم نجد ذمَّه لشيخ الإسلام في «البحر» وهو في «النهر» في مواضع!

<<  <   >  >>