للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عثا في عرضه قومٌ سِلاط ... لهم من نَثْر جوهره التقاطُ

تقي الدِّين أحمد خير حَبْر ... خُروق المعضلات به تُخاطُ

توفّي وهو محبوسٌ فريدٌ ... وليس له إلى الدُّنيا انبساطُ

ولو حضروه حين قَضَى لألفوا ... مَلائِكةَ النَّعيم به أحاطُوا

فيالله ماذا ضمَّ لحدٌ! ... ويالله ما غطى البَلاطُ!

هم حسدوه لمّا لم ينالوا ... مناقبه فقد مكروا وشاطوا

وكانوا عن طرائقه كُسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط

وحَبْسُ الدُّر في الأصداف فخر ... وعند الشيخ بالسجن اغتباط

بآل الهاشمي له اقتداءٌ ... فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا

إمام لا وِلاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رِباط

ولا جاراكم في كسب مالٍ ... ولم يُعهد له بكم اختلاط

سيظهر قصدكم يا حابسيه ... ونيتكم إذا نُصب الصراط

فها هو مات عنكم واسترحتم ... فعاطوا ما أردتم أن تُعاطوا

وحلوا واعقدوا من غير ردٍّ ... عليكم وانطوى ذاك البساط

والإمام زين الدِّين هذا كَانَ علامة متقنًا في العلوم. ومجيدًا في المنثور والمنظوم. وله الأشعار الرائقة، والمقاطيع الفائقة، وكان ماهرًا في العربية درس وأعاد وأفتى، وله مؤلفات مفيدة منها: «نظم الحاوي الصغير».

مات بحلب في سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

وفيه يقول الإمام العالم العلامة أثير الدِّين أبو حيان:

قامَ ابنُ تَيميَّةٍ في نَصْر شِرعَتِنَا ... مَقامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضَرُ

فأظهرَ الحقَّ إذ آثارُهُ دَرَسَتْ ... وأخمدَ الشَّرَّ إذ طارتْ له الشَّرَرُ

<<  <   >  >>