ونادى بنا حادي البشارة والهنا ... فهذا الحمى هذا ثراه غشيناه
وبتنا بأقطر الثبير ملبيا ... فيا طيب ليل من منى قد أبتناه
وفي صبحنا سرنا إلى الجبل الذي ... من البعد جئناه لحج وصلناه
فلا حج إلا أن نكون بأرضه ... وقوفا وهذا في الصحيح رويناه
إليه ابتدرنا قاصدين إلهنا ... فلولاه ما كنا لحج سلكناه
وسرنا إليه قاصدين وقوفنا ... عليه ومن كل الجهات أتيناه
وبعد زوال الشمس كان وقوفنا ... إلى الليل نبكي والدعاء أطلناه
فكم خاضع كم خاشع متذلل ... وكم سائل مدت إلى الله كفاه
وكم حامد كم ذاكر ومسبح ... وكم مذنب يشكو لمولاه بلواه
ورب دعانا ناظر لخضوعنا ... خبير عليم بالذي قد أردناه
ولما رأى تلك الدموع التي جرت ... وطول خشوع في خضوع خضعناه
تجلى علينا بالمتاب وبالرضى ... وباهى بنا الأملاك حين وقفناه
وقال انظروا شعثا وغبرا جسومهم ... وقد وفدوا والكل يطلب مولاه
وقد هجروا أموالهم وديارهم ... وأولادهم والكل يرفع شكواه
ألا فاشهدوا أني غفرت ذنوبهم ... ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخناه
فيا صاحبي من مثلنا في مقامنا ... ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلناه
على عرفات قد وقفنا بموقف ... به الذنب مغفور وفيه محوناه
وقد أقبل الباري علينا بوجهه ... وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرناه
وقد كان جمع الظهر والعصر سنة ... لدى عرفات ذاك جمع فعلناه
وظل إلى وقت الغروب وقوفنا ... وقيل ادفعوا فالكل منكم قبلناه
أفيضوا وأنتم حامدون إلهكم ... إلى مشعر جاء الكتاب بذكراه