للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١١٨ - ولو شاء ربك -أيها الرسول- أن يجعل الناس أمة واحدة على الحق لفعل، لكنه لم يشأ ذلك، فلا يزالون مختلفين فيه بسبب اتباع الهوى والبغي.

١١٩ - إلا من رحمهم الله بالتوفيق للهداية، فإنهم لا يختلفون في توحيده سبحانه، ولذلك الاختبار بالاختلاف خلقهم سبحانه، فمنهم شقي وسعيد، وتمت كلمة ربك -أيها الرسول- التي قضاها في الأزل بملء جهنم من أتباع الشيطان من الجن والناس.

١٢٠ - وكل خبر نقصه عليك -أيها الرسول- من أخبار الرسل من قبلك نقصه لنُثَبِّت به قلبك على الحق ونقوّيه، وجاءك في هذه السورة الحق الَّذي لا شك فيه، وجاءتك فيها موعظة للكافرين، وذكرى للمؤمنين الذين ينتفعون بالذكرى.

١٢١ - وقل -أيها الرسول- للذين لا يؤمنون بالله، ولا يوحدونه: اعملوا على طريقكم في الإعراض عن الحق والصد عنه، إنا عاملون على طريقنا من الثبات عليه، والدعوة له، والصبر عليه.

١٢٢ - وترقبوا ما ينزل بنا، إنا مترقبون ما ينزل بكم.

١٢٣ - ولله وحده علم ما غاب في السماوات، وما غاب في الأرض، لا يخفى عليه شيء منه، وإليه وحده يرجع الأمر جميعه يوم القيامة، فاعبده -أيها الرسول- وحده، وتوكل عليه في كل أمورك، وليس ربك بغافل عما تعملون، بل هو عليم به، وسيجازي كلًّا بما عمل.

[سورة يوسف]

مكية

[مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]

الوعد بالتمكين بعد الابتلاء المبين، تثبيتًا ووعدًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين.

[التَّفْسِيرُ]

١ - {الر} سبق الكلام عليها وعلى نظائرها في بداية سورة البقرة. هذه الآيات التي أنزلت في هذه السورة من آيات القرآن الواضح فيما اشتمل عليه.

٢ - إنا أنزلنا القرآن بلغة العرب لعلكم -أيها العرب- تفهمون معانيه.

٣ - نحن نقص عليك -أيها الرسول- أحسن القصص لصدقها وسلامة ألفاظها وبلاغتها، بإنزالنا عليك هذا القرآن، وإنك كنت من قبل إنزاله من الغافلين عن هذا القصص، لا علم لك به.

٤ - نخبرك -أيها الرسول- حين قال يوسف لأبيه يعقوب: يا أبت، إني رأيت في المنام أحد عشر كوكبًا، ورأيت الشمس والقمر، رأيت كل أولئك لي ساجدين، فكانت هذه الرؤيا عاجل بشرى ليوسف عليه السلام.

[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]

• بيان الحكمة من القصص القرآني، وهي تثبيت قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - وموعظة المؤمنين.

• انفراد الله تعالى بعلم الغيب لا يشركه فيه أحد.

• الحكمة من نزول القرآن عربيًّا أن يعقله العرب؛ ليبلغوه إلى غيرهم.

• اشتمال القرآن على أحسن القصص.