ولما اعتذر المشركون عن اتباع الحق بما يلاقونه من مصاعب الحرب وانقطاع التجارة أجابهم الله بقوله:
٦٠ - وما أعطاكم ربكم من شيء فهو مما تتمتعون به وتتزينون في الحياة الدنيا ثم يفنى، وما عند الله من الثواب العظيم في الآخرة خير وأبقى مما في الدنيا من متاع وزينة، أفلا تعقلون ذلك، فتؤثروا ما هو باق على ما هو فان؟!
٦١ - أفمن وعدناه في الآخرة الجنة وما فيها من نعيم مقيم كمن أعطيناه ما يتمتع به من مال وزينة في الحياة الدنيا، ثم يكون يوم القيامة من المُحْضَرين إلى نار جهنم؟!
٦٢ - ويوم يناديهم ربهم سبحانه وتعالى قائلًا: أين شركائي الذين كنتم تعبدونهم من دوني وتزعمون أنهم شركائي؟
٦٣ - قال الذين وجب عليهم العذاب من الدعاة إلى الكفر: ربنا هؤلاء الذين أضللناهم كما ضللنا، نتبرأ إليك منهم، ما كانوا يعبدوننا وإنما كانوا يعبدون الشياطين.
٦٤ - وقيل لهم: نادوا شركاءكم لينقذوكم مما أنتم فيه من الخزي، فنادوا شركاءهم فلم يستجيبوا لندائهم، وشاهدوا العذاب المعد لهم، فودّوا لو أنهم كانوا في الدنيا مهتدين للحق.
٦٥ - ويوم يناديهم ربهم قائلًا: ماذا أجبتم به رسلي الذين بعثتهم إليكم؟
٦٦ - فخفي عليهم ما يحتجون به فلم يذكروا شيئا، ولا يسأل بعضهم بعضًا؟ لما هم فيه من هول الصدمة بسبب ما أيقنوا أنهم صائرون إليه من العذاب.
٦٧ - فأما من تاب من هؤلاء المشركين من كفره وآمن بالله ورسله، وعمل عملًا صالحًا؛ فعسى أن يكون من الفائزين بما يطلبونه، الناجين مما يرهبونه.
٦٨ - وربك -أيها الرسول- يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويصطفي من يشاء لطاعته ونبوته، ليس للمشركين الاختيار حتى يعترضوا على الله، تنزه سبحانه وتقدس عما يعبدون معه من الشركاء.
٦٩ - وربك يعلم ما تخفي صدورهم وما يعلنونه، يخفى عليه شيء من ذلك، وسيجازيهم عليه.
٧٠ - وهو الله سبحانه لا معبود بحق غير وحده الحمد في الدنيا، وله الحمد في الآخرة، وله القضاء النافذ الذي لا مردّ له، وإليه وحده ترجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
• العاقل من يؤثر الباقي على الفاني
• التوبة تَجُبُّ ما قبلها
• الاختيار لله لا لعباده؛ فليس لعباده أن يعترضوا عليه.
• إحاطة علم الله بما ظهر وما خفي من أعمال عباده.